"نيويورك تايمز" تحث الدول الغنية على إعطاء الأولوية لمكافحة "الجدري القردي"

"نيويورك تايمز" تحث الدول الغنية على إعطاء الأولوية لمكافحة "الجدري القردي"

أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ صحية عامة عالمية جديدة بسبب تفشي فيروس الجدري القردي القاتل، وخاصة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وردًا على ذلك، يجب على الدول الغنية أن تفعل كل ما هو ممكن لوقف انتشار المرض، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز".

وظهر فيروس الجدري القردي، المعروف سابقًا باسم فيروس جدري القردة، في الأخبار في عام 2022 عندما أدى تفشٍ عالمي، بما في ذلك في الولايات المتحدة، إلى إعلان حالة طوارئ صحية عامة، ولكن بحلول مايو 2023، تراجعت الحالات في الدول الغنية، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى حملات التطعيم وتغيير السلوك بين الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، إلى أن أنهت منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ الخاصة بفيروس الجدري القردي.

لكن الفيروس لم يختف، وعاد حاليا إلى الارتفاع، وربما بقوة، وفيروس الجدري القردي له نوعان: النوع الأول الأكثر فتكًا والنوع الثاني الأقل شدة، في عام 2022، شهدت الولايات المتحدة تفشيًا للنوع الثاني، ولكن في غياب الدعم لجهود القضاء على المرض، بما في ذلك حملات التطعيم، كان الفيروس الثاني ينتشر في البلدان الإفريقية.

والأسوأ من ذلك أن الفيروس الأول -الذي يقدر معدل الوفيات به بنحو 3% إلى 6%- انتشر أيضا، وإن كان محصورا في جمهورية الكونغو الديمقراطية التي مزقتها الحرب، وعلى الرغم من كل الاهتمام العالمي الذي أحاط بهذا المرض في ذلك الوقت، فإن البلدان الإفريقية لم تتلقَ قط ما يكفي من اللقاحات أو الدعم الكافي للقضاء على الفيروس.

والآن، تتزايد حالات الإصابة بالفيروس الأول بشكل حاد في الكونغو، حيث أودى المرض بحياة أكثر من ألف شخص، معظمهم من الأطفال، وقد وصل إلى المزيد من المناطق الحضرية، وبدأت الحالات في الظهور في بلدان إفريقية أخرى، بما في ذلك بوروندي وكينيا وأوغندا.

وحتى الآن، فشلت الدول الغنية في إرسال ما يكفي من اللقاحات لمواجهة الانتشار السريع للمرض، وقالت وكالة الصحة التابعة للاتحاد الإفريقي إن لديها نحو 200 ألف جرعة فقط من لقاح mpox متاحة من أصل 10 ملايين جرعة مطلوبة.

وقد أبلغ التحالف العالمي للقاحات (جافي) وكالة رويترز أنه يحتاج إلى 84 مليون دولار للاستجابة في المناطق الأكثر عرضة للخطر، لكنه لم يجمع سوى 8 ملايين دولار.

ولكن توفير اللقاحات وحده لا يكفي، ففي الكونغو، أدت الوصمة والعقبات التنظيمية والأزمات الأخرى -بما في ذلك تفشي الحصبة والكوليرا- إلى جعل الاستجابة المنسقة صعبة.

وذكرت وكالة رويترز أن البلاد وافقت أخيرا على لقاحين من نوع إمبوكس قبل بضعة أسابيع فقط، لكن لديها نحو 65 ألف لقاح فقط متاحة في الأمد القريب (لسكان يبلغ عددهم نحو 100 مليون نسمة) ويبدو من غير المرجح أن تبدأ حملات التطعيم قبل أكتوبر، وربما يكون الدعم الدولي الشامل هو الشيء الوحيد الذي قد يهزم المرض.

وشددت الصحيفة، على أن الولايات المتحدة وبقية العالم قد يحصلون الآن على فرصة مؤسفة لجولة ثانية من الفيروس أيضا، ربما في شكله الأكثر فتكاً.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية